السؤال: ما حكم السبي في الإسلام؟ أي: هل يجوز سبي النساء، كسبي نساء إرهابيي داعش مثلاً؟ وهل مارس السبي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟
الجواب: لم يصدر تشريع ابتدائي من لدن الإسلام بشأن السبي، وإنما كان الأمر ردّاً بالمثل نتيجة لكونه عرفاً سائداً لدى البشر، بل قنن الإسلام قوانين تنظمه، وتحد من مظالمه، وتعمل على تقليصه وإنهائه. ولذلك لم يبعد القول بأن السبي كان حكماً إداريّاً، يخضع للأعراف والقوانين السائدة، ليس بمعنى الاعتراف بها، بل من باب الاضطرار للتعامل معها بالمثل، ردعاً لها من جهة، ولحل مشكلات الأسارى الذين سيلتحقون ببلاد الاسلام تحت اسم السبي والأسر. فإن لهم مشكلات اقتصادية كبيرة، واجتماعية ونفسية وغير ذلك.
أما اليوم فقد انقضى العهد بسبي الناس واستعبادهم ومنذ أمدٍ بعيد، ولم تعد الأعراف البشرية اليوم جارية على ذلك.
ثم إن السبي لم يكن مختصاً بالنساء فحسب، بل يشملهن ويشمل الرجال كذلك. لأن اختصاصه بالنساء، والتركيز عليه في الإعلام له مآرب واضحة!
وأما عن سبي رسول الله صلى الله عليه وآله للنساء، فالروايات – أولاً – متضاربة في أصل حصول السبي، وثانياً: ضعيفة الأسانيد، وبناء على تماميتها: هي حالة محدودة في ظرف استثنائي لتوجُّه الخطر الماحق إلى أصل الإسلام، بل في أكثر الأخبارأنه (صلى الله عليه وآله) أطلقهن بعد أن انتظر بالسبايا وفد هوازن، وحين أقبل الوفد خيّرهم بين الأموال والأهل، فاختاروا الأهل، فأرجع الأهل إليهم.
وبناء على ما تقدم، لا يمكن الالتقاء بوجهٍ من الوجوه بين فعل الإسلام وبين ما يرتكبه مجرمو الدواعش من فواحش ووحشية.
سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.
إشترك في خدمة طريق الفضيلة للواتس اب: