العقل والحداثيون
أضيف بتاريخ 05/06/2023
Mirza Ali
في موضوع الحداثة لنتنزل قليلا ونسميها كما يحلو لهم دعاتها ب "الحداثة الإسلامية" ولنتحدث قليلا بعيدا عن أن المتخصص هو الجائز له إعطاء الرأي والإفتاء في تخصصه.
بعيدًا عن ذلك يركز الحداثيون على العقل والعقلنة بحكم أن العقل بمقدوره الحكم واتخاذ التفسير الصحيح للقرآن الكريم ويمكنه التفرد في ذلك ولا حاجة لأحاديث النبي وأهل بيته (ص) فهي جلّها ضعيفة ومن الإسرائيليات كما يدعون.
لنتوقف هنا ونقول هي مغالطة وخداع وربما اغترار بالعقل البشري، إذ لا يمكن للعقل البشري كشف ما وراء المادة ولو أجمع كل قواه، وببساطة لو أراد إنسان جالس في غرفة النفاذ لما وراء جدرانها لن يقدر، ربما اغترار الإنسان الحديث بعقله ناشئ بما يراه الآن من اكتشافات متتابعة مع أن العقل البشري لم يستطع اكتشاف الكهرباء إلا بعد آلاف السنين، وهذه الاختراعات والاكتشافات بالمناسبة لا تتعدى نقطة من بحر، فالكون معجز للإنسان مع أنه مادي فكيف بما وراء المادة؟!.
ولكن هذا لا يعني تهميش العقل البشري في الدين الإسلامي، بل على العكس فالقرآن يؤكد دائما على التعقل والتفكر "أفلا تعلقون" "أفلا تتفكرون" "وليتذكر أولوا الألباب".
ولنقول أن الدين الإسلامي له لسانان بشأن العقل، فهو يؤكد على أهمية التعقل ولكنه يحد له حدوداً بقدره، فعن الإمام علي بن الحسين عليهما السلام أنه قال: إن دين الله لا يصاب بالعقول الناقصة والآراء الباطلة والمقائيس الفاسدة، ولا يصاب إلا بالتسليم، فمن سلم لنا سلم ومن اهتدى بنا هدي، ومن دان بالقياس والرأي هلك، ومن وجد في نفسه شيئا مما نقوله أو نقضي به حرجا كفر بالذي أنزل السبع المثاني والقرآن العظيم وهو لا يعلم. بحار الأنوار ج٢ ص ٢٠٣.