كتاب: جدلية الأديان في الفقه الإمامي (شرع من قبلنا نموذجا)
المؤلف: عبدالله خريبط الدراجي
عدد الصفحات: 134
عنوان البحث يُمثّل الوشيجة الرابطة بين الأديان السماوية ، ومدى صلة الشريعة المحمديّة بسابقاتها من الديانات والشرائع الماضية ، إن ثبتت من خلال هذه الدراسة عند الإمامية بالخصوص ؛ لأنها عند غيرهم ثابتة ومفروغ منها بحسب ما ارتضوه من دليل ، ولا نُريد بصدر معنونة البحث (جدلية الأديان) الجدل الذي أُريد منه الخصام واللُجاجة( ) ، بل نُريد منه الاستدلال من خلال مقدمات صحيحة . مثّلت شريعة تلك الأديان قبل الدعوة الإسلامية أحكاماً يهتدي بها غير المسلمين كاليهود والنصارى ، أمّا عند الإمامية اختلف العلماء في تعبُّد الرسول الأكرم ( ) بشرع من قبله ، المتفرعة من تاريخية تعبده ( ) قبل وبعد البعثة ، وهل أنه أخذ بها على نحو الحكم الشرعي التعبدي أم لا ، فمنهم من ذهب إلى القول بذلك ، ومنهم نفى تعبده بالشرائع السابقة ؛ لأن ذلك يُفضي إلى القول بأفضلية وتابعية نبينا الأكرم ( ) لمن سبقة من الأنبياء بحسب رأي بعضهم ، فيما ذهب غيرهم إلى التوقف في المسألة ، وقد بحثها العلماء من عدة جهات : منها ما يتعلق في مباحث الكلام والعقائد ، ومنها مسألة النسخ في الأحكام ، والأصول كذلك ، فيما يتعلق بكونها دليلاً للأحكام الشرعية من جهة كون شريعة من قبلنا حجة أم لا ، فضلاً عن استصحاب الشرائع السابقة ، التي استعملها الفقهاء ضمن أبواب مختلفة منها : باب الضمان والكفالة والقصاص والديات ، فضلاً عن مسألة الصداق في المهر.