هدي الملة إلى أن فدك نحلة

كتاب: هدي الملة إلى أن فدك نحلة
المؤلف: السيد محمد حسن القزويني
عدد الصفحات: 167

أما بعد، فإن هذا السفر المبارك قدامك وبين يديك، والأفضل أن تقرء بعض النقاط كمقدمة تمهيدية للمتن .... فدك وما أدراك ما فدك! إن قضية فدك في التاريخ الإسلامي أعظم معركة في الحروب العقائدية وأهمها ، فإنها حرب خاطفة ، داهمة ، حامية ، بلا هوادة؛ لأنه بنى عليها أساس المذهب حقاً وباطلاً. فإن ثبت أن انتزاع فدك كان من غير حق فتزلزل أركان الخلافة السقيفية وتنخرم؛ لأنه ظلم فلا يجوز خلافة هؤلاء الرهط ، وبذلك يبطل أساس السقيفة وخلافتها ، ولذلك تشبث تابعو السقيفة بكل حشيش لاستخلاص رائدهم وقائدهم بل ربهم الذي اتخذوه من دون الله - عن تلك النار الكبرى الحامية ، وعلى هذا الأساس يظهر معنى ما ورد في بعض الروايات من تحديد حدود فدك بحدود الولاية والخلافة . فكشفت بنت رسول الله سيدتنا الزهراء في ثورتها القناع عن وجه المتسترين وراء حجاب الصحبة ، والمتترسين تحت درع الإصلاح واللينة ، والمنقلبين على أعقابهم الجاهلية؛ فإنهم نبذوا آيات الإرث والتطهير وراء ظهورهم مع أنها كانت بين أيدي المسلمين وفي مراهم ومنظرهم. فهؤلاء الذين لم يعتنوا بكلمات الله الظاهرة والمبينة ، كيف يخضعون لأمر الغدير وصاحبها؟ وكيف ينسون أحقادهم البدرية والخيبرية ؟