كتاب: التنظيرات الفقهية عند الإمامية وأثرها في العلاقة مع أهل الكتاب
المؤلف: عبدالله خريبط الدراجي
عدد الصفحات: 314
إن قيم ومبادئ ديننا الإسلامي قائمة على تقعيد شرعي مبني وفق أُسس ومبادئ أصيلة وعادلة ، أكّدت عليها التعاليم السماوية ، وبيّنها الرسول الأكرم ( ) ، وسار على نهجها العترة الطاهرة () ، التي دعت بمجملها لجميع القيم العادلة الداعية لاحترام الإنسان بما هو إنسان دون النظر إلى عوارضه العقائدية أو القومية أو غيرها ، وبعد عصر الغيبة وحاجة الناس إلى أحكام لم تكن موجودة سابقاً - تبعاً لتطور موضوعاتها - ازدادت هذه الحاجة ، ممّا دعا فقهاء الإمامية ، بل فقهاء المسلمين جميعاً إلى البحث عن أجوبة لتلك المسائل الجديدة ، لتلبية متطلبات المسلمين فيما يتعلق بالأحكام الشرعية ، ومن تلك المسائل ما يختص باهل الكتاب من أمور شرعية واجتماعية ، وحقوق وواجبات وغيرها ، ممّن لها علاقة مباشرة معهم ، والتي تأثرت بأسباب عديدة ، منها ما يتعلق بالأثر الشرعي المنقول عن النبي وآله () ، ومنها ما يتعلق بفهم الفقيه وقدرته على استنباط الأحكام ، وغيرها من الأسباب العديدة ، التي ألقت بظلالها على ما وصلنا من أحكام تعلقت بأهل الكتاب ، ذو تماسٍ مباشر معهم ، إذ نجد أنّ تنظيرات فقهاء الإمامية مؤخراً أدلت بدلوها في تصحيح مسار تلك الأحكام ، مع الأخذ بنظر الاعتبار الحفاظ على الأصول المشتقة منها ، بما ينسجم مع متطلبات الواقع المعاش ، والتعايش بسلام بين الأديان.